السلام عليكم
يدخل الطفل المدرسة وكله تساؤلات:
- هل تستطيع المدرسة أن تنقل حقائق العالم الذي يعيش فيه؟ بالمقارنة مع العالم الذي يلجبه عالم المدرسة ولا يتركه وراء ظهره من : قواعد للسلوك معينة، المؤثرات الاجتماعية منذ الولادة، مهارات اجتماعية، عادات لغوية ... حيث يستجيبالمتمدرسللمواقف التربوية على أساس مرجعياته الثقافية الأولى والتي تؤثر في شخصيته بالشكل الذي يصعب معه تفكيك الزمن الموروث داخل المدرسة.
وإذ نجد الانتقادات العميقة لعلم الاجتماع وخصوصالسوسيولوجيا التربية وأسباب سيرها البطيء نحو مواقع متقدمة تجعل لها مركزا مستقرا لاستيعاب الأفكار وإنتاج عالم الأجوبة لزمن لا زال لم يتوقف ولم ينتهي.
نجد أن البحث السوسيولوجي للمسألة التربوية يتخطى الآن البدايات الصعبة نحو تأسيس أرضية نظرية لها علاقة جدلية بالتطبيق. يقول ج. ف.نيللر :
"إن التربية مهنة تتوسل بالنظرية من أجل خدمة التطبيق".
وقد تجد التربية عالم من الأجوبة التي تبتكر العالم من جديد في علم الاجتماع الذي إذ يقلق يهدم النموذج القائم لإبداع آخر يتناول فيه الواقع المحلي بدءا من الإنسان ذاته مرورا بالمؤسسات الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية وانتهاء بالنمط الإيديولوجي لتحقيق دوام واستمرار المجتمع عبر التربية.
حينما يركز هذا التصور (التصور السوسيولوجي للتربية) في تحليله للمسألة التربوية، على بعدها الاجتماعي، فإنه لا ينبغي أن يفهم من ذلك اختزال هذه المسألة في بعد واحد ووحيد من أبعادها وإغفال جوانبها الأخرى، فهي –كما هو معروف- من الغنى والتعقد بحيث تستلزم وعيا نظريا ومنهجيا بكل مكوناتها وأبعادها الاجتماعية والسيكولوجية والاقتصادية ...الخ.(2)
إن هذه الرؤية الشمولية هي التي تلح عليها، بالتحديد،سوسيولوجيا التربية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق